في قصة أصحاب الكهف كانت العبرة الرئيسية هي : إقلاع هؤلاء من ارض الزينة ، وتحليقهم في سماء القيم ، وقدرتهم على تجاوز ضغط السلطة الطاغية ، والقرآن يحدثنا عن صورة اخرى متقابلة ومعاكسة لصورة أصحاب الكهف ، وهي صورة ذلك الرجل الذي اخلد الى الأرض واتبع هواه ، وتملكته زينة السلطة ، ولم تنفعه نصيحة صاحبه.
هدى من الآيات :
لقد كان أصحاب الكهف مثلا لفرار البشر من جاذبية المادة وزينة الحياة الدنيا. والسؤال كيف نصبح أمثالهم ، الجواب بما يلي :
أولا : العمل بالضمانات الوقائية التي تخلص الإنسان من ضغوط زينة الحياة ، وكيف يمكن للإنسان ان يسوّر نفسه بقلاع تحفظه وتمنعه من تلك الضغوط.
وأولها : تلاوة القرآن والارتباط المباشر بآياته الكريمة ، تلك الآيات التي لا تتبدل بالرغم من تبدل الحياة وتطورها ، وهذا هو المهم ، إذ حينما تتعلق بزينة الحياة فأنك سوف تتعلق بشيء يزول ولا يبقى ، انه حبل ينقطع وجدار ينقض إذا ، لا بد أن تتعلق بحبل متين وتعتمد على جدار راسخ ، وهو كتاب الله.
ثانيا : ان يكون انتماؤك الى التجمع الايماني ، وحينما تنتمي الى مثل هذا التجمع وتختار الأفراد على أساس القيم الرسالية ، فسوف تحصن نفسك بسور آخر من أسوار الحماية ضد ضغط الزينة.
ثالثا : التحدي والاستعداد للصراع ، وهذا يعني استعداد الإنسان للصراع مع العدو ومواجهته ، وهو سور آخر يحتمي به الإنسان من مغريات زينة الحياة ومتاعها الزائل.