الانتماء ليس في أن تحمّل افراد التجمع مؤنتك بل في ان تحمل معهم اعباءهم ، لذلك أكد القرآن هنا على كلمة الصبر.
(وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا)
قد يتأثر الإنسان باهتزاز في رؤيته الى الآخرين ، والى التجمع الذي يجب ان يتعلق به ويتفاعل معه ، وذلك الاهتزاز يأتي نتيجة ضغوط زينة الحياة الدنيا ، قد يرى الإنسان مؤمنا عجوزا أعمى ان دفعه دفعة يسيرة سقط ومات ، يرى الى جانبه ذلك الكافر ولكن البطل القرشي ذا المال والنسب ، فيعدّ هذا أحسن من ذلك ، ويكون شأنه كشأن ذلك الرجل المسلم من أصحاب رسول الله مع ابن (أم كلثوم) ، حيث اعرض عنه برغم ايمانه لأنه أعمى وفقير ، واقبل على من يمتلكون زينة الحياة ويفتقرون الى زينة القلوب (التقوى). فجاءت الآيات من سورة عبس تنذره وتوعده.
اجعل نظرك معلقا على هؤلاء المؤمنين واهتمامك موجها إليهم ، ولا تسمح بتسرب الإزدواجية في الولاء الى نفسك ، فتريد ان تنتمي الى جماعة رسالية ، وفي نفس الوقت تنتمي الى أصحاب الحياة والثروة ، حتى إذا ما أحرز هؤلاء تقدما كنت معهم ، وإذا حصل أولئك على مكاسب انثنيت إليهم ، ليكن ولاؤك خالصا ولا تكن انتهازيا!!
من صفات القائد :
(وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا)
هذا التجمع بحاجة الى قيادة ، فمن هو القائد؟ وما هي صفاته؟
القرآن يقول : ان أهم صفة للقائد هي الروح الإيمانية المتصلة بذكر الله ، فلا