تطع ذلك القائد الذي لا يتبع مناهج الله ، وقلبه فارغ من التقوى ، بالرغم من ان اعماله قد تكون في طريق التقوى ، كأن يصلي ويصوم أو يبني مسجدا وما شابه ، الّا ان قلبه فارغ من ذكر الله. كلا إذ كل يعمل على شاكلته ، (أي على نيته) ونية الإنسان هي التي تصبغ حياته ، وهدف الإنسان هو الذي يحدد مسيرته ، فكثيرون يبنون المساجد والمدارس وينفذون المشاريع الخيرية .. إلخ ، ولكن بعد أن يصلوا الى دفة الحكم يتخذون مال الله دولا وعباده خولا!!
فهل يجوز أن نتبع مثل هؤلاء؟
القرآن يقول : كلا .. ويعطينا مقياسا نميّز به من يصح اتباعهم ، وذلك المقياس هو القلب ، فأن وجدت قلب إنسان مضاء بذكر الله فلك ان تتبعه ، والا فلا يغرّك مظهره.
(وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)
إذا أردت ان تعرف هذا الإنسان يتّبع هواه ، أو يتبع الرسالة ، فأنظر الى تصرفاته ، فالذي يتبع الرسالة تكون تصرفاته وسلوكياته ثابتة مستقيمة ، وتستوحي هداها من برامج الله القويمة. اما تصرفات ذلك الذي يتبع هواه فهي تتغيّر حسب الهوى ، ويكون امره فرطا اي غير منظم ، وهذا هو السور الثاني. والخط الثاني للدفاع ضد غرور الشهوات.
وأما السور الثالث فهو :
[٢٩] (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ)
حينما تقرأ القرآن وتستلهم منه ، وتنتمي الى التجمع الرسالي ، آنئذ تحدّ المستكبرين وادخل معهم في المواجهة والصراع ، ولكن كيف يمكن تطبيق هذه الآية