والدنيا تمتلئ بالقوى الجاهلية؟
الله يقول :
(إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها)
سرادق النار في جهنم أشبه بالمعتقلات التي تحيط بها أسوارا عديدة ، بحيث يستحيل على المعتقلين ان يتخطوها ويفلتوا منها ، ودركات جهنم محيطة بأهلها ومغلقة عليهم ، فأين المفر؟
(وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ)
ان أهم شيء يحتاجه الإنسان الملتهب بالنار هو الماء ، ولكنه عند ما يطلب الماء فأنه يؤتي به شديد السخونة كالرصاص المذاب يشوي الوجوه.
والإنسان حينما يشرب شيئا ساخنا يحترق فمه وجوفه ، ولكن المهل لشدة حرارته فأنه يشوي جلد وجه الإنسان قبل ان يشرع في شربه ، فما ذا يمكن ان يحصل للبطن والأمعاء عند ما يستقر بها ذلك السائل الحارق؟
(بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقاً)
ليست جيدة تلك الضيافة التي يضيّف الله بها عباده الظالمين ، في نار جهنم التي «ساءت مرتفقا» ، ولكن الله ذكرهم فأرسل إليهم الرسل مبشرين ومنذرين ، وانزل القرآن فلم يستمعوا له ولم ينصاعوا للحق ، واختاروا لأنفسهم هذا المصير الأسود.
[٣٠] (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)