اي هم في راحة وهدوء لا يجدون ما يجده الإنسان في الحياة من تعب ونصب ، ولا يحملون هموم العمل والاسترزاق.
(نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً)
جاء في حديث عن الأمام علي (ع) يذكرّ فيه بدعائم الأيمان يقول : «من تذكّر الجنة سلا عن الشهوات.» فإذا رأيت قصرا لظالم بناه بهدم بيوت الآخرين ، فلا تسمح للشيطان ان يدفعك الى أنت تظلم الناس وتبني قصرا مثله ، ولكن قل إنشاء الله جعل لي قصرا في الجنة أفضل منه.
وإذا حدثتك النفس الأمارة باللجوء الى الكسل ، والراحة ، وترك الأعمال والواجبات المطلوبة منك ، فتحامل على نفسك وقل : إنشاء الله ارتاح على آرائك وثيرة في الجنة.
وإذا لمست رغبة عندك في أن تتمحور حول أصحاب الجاه والثروة ، فأسبق الزمن بمخيلتك ، وانظر الى نفسك وأنت في الجنة بجوار الأنبياء والأئمة والمؤمنين الصالحين ، الذين هم أمراء الآخرة وملوكها ووجهاؤها ، وبين الإنسان والجنة خطوة واحدة لا أكثر وهي الموت ، وبين غمضة عين وانتباهتها تجد نفسك انتقلت من الدنيا الى الآخرة. اذن ليفكر الإنسان بالحياة الأخروية القادمة ، ويتسلى عن الشهوات ، وبمجرد ان يفكر الإنسان بالموت والقبر والحساب ، فأن نفسه تنصرف تلقائيا عن الشهوات ، قال رسول الله (ص): «اذكروا هادم اللذات» أي الموت ، فلنكن معا من الذاكرين.