بيّنات من الآيات :
بين الشكر والكفر :
[٣٢] رجل أعطاه الله جنتين ، وتوفرت له كل أسباب الزينة فبطر بها ، وبدل أن يشكر ربه اغتر بما أعطاه من ثروة ونعمة ، وبدل أن يعتزّ بمن أعطاه هذه النعمة ، اعتز بالنعمة ذاتها ، في حين ان من اعطى النعمة خالد دائم والنعمة منقطعة زائلة ، وهو أولى بالشكر والعبادة منها.
وحينما جادله صاحبه في هذا الأمر جدالا حسنا ، وحاول ان يذكره وان ينذره ويحذره من عاقبة بطره وغروره ، أخذته العزة بالإثم ، فكان مصيره ان خسر جنتيه ولم تبق له الا أرضا جرداء خاوية على عروشها ، قد غار ماؤها واحترق زرعها وأصبحت صعيدا جرزا.
وهكذا فقد استولت على الرجل كآبة فجرت قلبه ، وندم ندما شديدا على اغتراره بالنعمة ، واعتزازه بالولد والعشيرة الذين لم ينفعوه شيئا في محنته.
اما ذلك الرجل الفقير بماله وعشيرته ، والغني بإيمانه بربه وتوكله عليه ، فقد أخذ يردد هناك : هنا لك الولاية لله الحق.
وفي حديثه عن الجنتين ، وعن علاقة ذلك المشرك بهما ، يبين لنا القرآن بعض ضروب وعوامل الغنى التي وفرها لنفسه ولكنها لم تغنه عن الله شيئا ، فأصبح يقلب كفيه وليس فيهما الا الحسرة.
(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ)
اولا : يجسد أحد الرجلين الأيمان المتسامي عن زينة الحياة الدنيا ، بينما يستبد