أملا ، والا فجزاؤه جهنم ولا يظلم ربك أحدا. وهكذا يحدد لنا نظرة (مسئولة) الى زينة الحياة وان المراد من تطوراتها هو فتنة البشر وابتلاؤه ليعلم مدى مسئوليته.
والمثل الذي يضربه القرآن عن الحياة الدنيا وزينتها ، مستوحى من دورة الربيع ، حيث ينزل الماء من السماء فاذا بالنباتات المختلفة تخرج من الأرض ، وتجعل الإنسان يزعم بأنها باقية ودائمة ، وإذا بأيام الربيع تنقضي ويأتي الصيف فتحرق الشمس اللاهبة كل تلك النباتات ، وتحولها الى هشيم متفتت تذروه الرياح.
فما الذي يبقى بعد كلّ هذه الدورة؟
الشيء الوحيد الباقي هو قدرة الله التي تغيّر ولا تتغيّر ، تلك القدرة التي كانت ولا تزال ولن تزول ، وكما تتغيّر الطبيعة. بفعل تقدير الرب الحكيم. فان الدنيا كلّها تنقلب في كف القدرة الإلهية ، وتعود كما بدأت ، وتقوم الساعة ويسيّر الله الجبال على عظمتها ، وتبرز الأرض بلا زينة ولا نتوءات. ويحشر الله الناس جميعا دون استثناء ، ويقف الناس مصطفين امام رب العزة ، ويقرر النداء الإلهي واقعهم الضعيف انهم عادوا كما خلقهم الله لا يملكون ايّ شيء. وان هذه هي الساعة التي كفروا بها. وإذا بكتاب أعمالهم موضوع أمامهم يشفق منه المجرمون ويزعمون لأنفسهم الويل لأنّ الكتاب لم يغادر صغيرة من أفعالهم ولا كبيرة الا أحصاها.
هكذا تتجلى مسئولية البشر والتي هي الغاية من زينة الحياة الدنيا.
بينات من الآيات :
مثل الدنيا :
[٤٥] (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ)