(أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ)
أي هل من الصحيح أن تتخذوا إبليس وليا من دون الله ، بينما ولي الإنسان هو صديقه الذي يحبه ، بينما إبليس قد تمرد على الله واستنكف عن طاعته ، فكيف لا يستكبر على الناس وهو عدوّ لهم؟!
(بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً)
انه بديل سيء لمن يتخذه وليّا من دون الله ، ولكن من الذي يتخذ إبليس وليا؟
انهم الظالمون ، فعمل الإنسان يؤثر على عقله وعقيدته ، فظلمه للآخرين ومن ثم ظلمه لنفسه ينعكس على عقيدته ، ولا يبتعد الإنسان عن الشيطان الا إذا كان مؤمنا ، لذلك فأن القرآن غيّر توجيه الكلام فلم يقل : بئس لكم بدلا ، وانما قال : «بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً».
[٥١] (ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ)
ان هؤلاء لا يعلمون ما في السماوات والأرض ، وبالتالي لا يصلحون للقيادة ، والولي القائد هو : الذي يعرف ماذا في السماوات حتى يمكنه أن يقود الناس بالطرق الصحيحة ، وربما تعني الآية الكريمة من تعبير السماوات والأرض التشريعات المعنوية والطرق المادية للحياة ، وهؤلاء لا علم لهم بها لأنهم لم يشهدوا الخلق ليعرفوا ما يناسبهم من تشريعات ، وليس هناك مصدر آخر للمعرفة غير الله.
بينما الله سبحانه وتعالى لم يكن فقط شاهدا على الخلق ، وانما كان خالقا بالتالي فهو أعلم بما في السماوات والأرض وأولى بأن يتبع هداه ، أن هؤلاء لا يعلمون ولا يعرفون حتى أنفسهم ، والذي لا يستطيع أن يقود نفسه الى الخير والهدى ، فهل يمكنه ان يقود الآخرين؟!