ويوحي القرآن من هذا المثل بهذه الفكرة ، ويتساءل السياق مستنكرا : كيف تعبدون إبليس المستكبر المتمرد على سلطان الله أو تعبدوا ذريته وهو لكم عدو مبين؟
من المستقبل يبين الله لنا كيف أن المجرمين حينما يرون النار ، ويتصورون أنفسهم وهم ملامسون لها ، فأن فرائصهم ترتعد خوفا وشفقة على أنفسهم ، ولكن أنّى لهم الهروب من النار؟!
وبين هذا المستقبل وذلك التاريخ ، على الإنسان ان يحدد موقفه من الثروة والسلطة وأصحابهما المستكبرين وهم ذرية إبليس ، وسبب الفساد في الأرض.
بيّنات من الآيات :
لمن الولاية؟!
[٥٠] (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ)
لقد كان إبليس من الجن ، وكانت الملائكة ارفع منهم درجة ، وقد أمر إبليس كما الملائكة بالسجود لآدم ، ولكنه خرج عن الطاعة ، والفسوق هو : الخروج عن الحدود ، وربما يكون الخروج أحيانا من مكان ضيق الى آخر رحيب ، أو من مكان غير مناسب الى آخر مناسب ولكن عند ما يكون الخروج من الحدود المرسومة للشيء ، مثل أن يخرج الإنسان من الحمى ، أو إذا خرجت الفاكهة من قشرها فأن ذلك يسمى فسقا ، لأن هذا الخروج خروج غير مناسب ، وهو يؤدي الى نتائج سلبية.
يقول القرآن الحكيم ان خروج إبليس عن الطاعة كان فسقا أي كان سببا لفساده وهلاكه.