الإرهاق هو أطباق الشيء على الشيء. وكأن العسر يطبق على الشخص من جميع جوانبه.
ثانيا : يقتل غلاما :
[٧٤] (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً)
في المرة السابقة قال عمل عظيم ولم يقل جريمة ، ولكنه في هذه المرة قال : «لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً» ومرة اخرى قال الخضر (ع) وبأعصاب هادئة :
[٧٥] (قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً)
فتذكر موسى مرة أخرى الشرط ، وأحس بأنه خالفه للمرة الثانية ، ولأنه كان صادق العزيمة في ارادة التّعلم فقد طلب فرصة أخيرة.
[٧٦] (قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً)
وهذا أيضا درس للعالم ، فالتلميذ يجب أن يعطي من جهده للاستفادة مما تعلمه ، والاستفادة ليس في سبيل نفسه ، وانما في سبيل تعليمه وتنميته وتربيته ، والتلميذ الحقيقي هو الذي يأخذ الى جنب المعرفة الصفات النفسية الفاضلة ، فيتعلم ، ويتدرب ، وينمي صفاته الحسنة ، ويزكي نفسه ، أما أن يتعلم دون أن يتدرب ، أو يزكي نفسه ، أو يربيها على التضحية والفداء ، فهذا تلميذ غير نافع.
ثالثا : ويبني جدارا :
[٧٧] (فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ