الإسلامية.
فلنفترض أنه قد أصبحت دولة إسلامية بمثابة أمريكا وروسيا في القوة والسلطة ، فهل تبحث كإمريكا وروسيا عن أسواق جديدة لتصدير سلعها؟ ومواد خام جديدة لتستفيد منها؟ أو شعوب جديدة لتستعمرها؟ كلا .. إنما يجب أن تسعى تلك الدولة المسلمة الغنية من أجل رفاهية الإنسانية في العالم ، وتبحث عن أي مظلوم في العالم فتهرع إليه لتنقذه من الظلم ، وتبحث عن أي محروم لتنتشله من الجوع والحرمان.
هذا هو هدف الأمة الإسلامية ، وهذه في الواقع هي الحدود التي تفصل بين الأيمان والجاهلية ، فليست الحدود هي الشعارات والكلمات ، وحتى الطقوس والعبادات ، إنما المؤمن هو الذي يخرج من ذاته من أجل الآخرين ، «وإنما المسلم من سلم الناس من يده ولسانه» والدولة الإسلامية هي التي تخرج من ذاتها من أجل رفاه الآخرين.
بينات من الآيات :
عودة للتاريخ :
[٨٣] (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ)
أن الذي ينفعنا من التاريخ هو أن نتذكر به ونعتبر ، إذ أن الحقائق معلومة ، وفطرة الإنسان شاهدة عليها ، ولكن الإنسان ينسى وتحجبه عن الحقائق شهواته وضغوط حياته ، لذلك قال ربنا :
(قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً)
لذلك فأن الإنسان بحاجة الى من يذكره ، والتاريخ خير من يذكر الإنسان ، والقرآن إنما يقص علينا قصص التاريخ لكي يذكرنا ويوجهنا من خلالها.