في تربية الإنسان ، فلو لا شعور الإنسان بالثقة بذاته ، وبقدرته على التغلب على ضغوط الحياة ، لما استطاع أن يصبح إنسانا صالحا مستقيما.
رابعا : أن على المؤمنين أن يعملوا من أجل رفاهية الإنسان في الأرض ، وأن الإسلام لم يأت لمصلحة طائفة معينة من البشر وليس هدف الحكومة الإسلامية بناء دولة قوية ذات صناعة متقدمة ، بل عليها أن تسعى من أجل كل المستضعفين في الأرض ، سواء كانوا مسلمين أو لم يكونوا ، لأن الإنسان كإنسان محترم في الإسلام ، وعلى المؤمن أن يعمل من أجل رفاهية الإنسانية عامة.
وكذلك الحزب الإسلامي والتجمع الايماني ليس هدفه السلطة ، إنما عليه السعي من أجل الناس ، لرفع الضّيم عن كل الناس سواء وصل الى السلطة أو لم يصل ، نعم .. قد تصبح السلطة أداة لتنفيذ هذه المهمة ، ولكن السلطة بحد ذاتها ليست هدفا.
أن الإسلام لا يدعوك الى العنصرية بأن ترى نفسك أحسن من الآخرين ، وتعتبر نفسك مركز الدنيا فتسعى من أجل إيصال نفسك الى مركز القدرة ، أن تلك العنصرية يعارضها الإسلام بقوة ، وهي الانحراف الذي وقع فيه اليهود في التاريخ ، فبعد أن كانوا مجموعة عاملة من أجل الناس أصبحوا مجموعة عاملة من أجل أنفسهم على حساب الناس ، فاعتبروا أنفسهم أبناء الله وشعبه المختار.
لقد كان ذو القرنين عبدا صالحا ، تحرك في العالم شرقا وغربا ، ومن الطبيعي ان أبناء العالم ذلك اليوم لم يكونوا مؤمنين ، ولكنه حينما وصل الى منطقة معينة ، وطلب منه أهلها أن يبني لهم سدا ، لم ينهرهم بل قال : نعم ، أن الله مكنني وأعطاني السلطة من أجل رفاهية الإنسان ، من أجلكم أيها المحرومون سواء كنتم مؤمنين أو غير مؤمنين ، فبنى لهم السد ولم يطالبهم بأجر ، وهذا مثل أعلى للدولة