(فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا)
من عادة الملوك الذين يدخلون البلاد انهم يقدمون خدمة للناس ، ولكنهم في مقابل ذلك يستعمرون البلد ، ويستغلون موارده ، ويريدون من اهله ان يوقعوا على وثيقة العبودية الكاملة لهم ، وهؤلاء أيضا ظنوا ان ذا القرنين من هؤلاء السلاطين والملوك ، ويبدو انهم استعدوا لاعطاء المزيد من خيراتهم من أجل درء خطر يأجوج ومأجوج عن أنفسهم.
ولكن ذا القرنين لم يطالبهم بالخراج ، أو يأخذ منهم مالا ، وانما.
[٩٥] (قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ)
ان الله مكنني وسخر الحياة لي من أجل خدمتكم وخدمة المحرومين والمستضعفين ، ثم اني ابحث عن الطرق المشروعة لاستغلال الحياة ، بلى .. ان السلطة إذا أرادت ان تسخر الناس لاهدافها ، وتستثمر مواردهم ، فانها لا تدوم ، اما إذا عملت من أجل استغلال موارد الطبيعة مثلا ، تستفيد من الاراضي البور وتبدأ بتصنيع البلاد واستخراج معادنها ففي ذلك خيرها وخير الشعب.
(فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً)
لقد طالبهم ذو القرنين فقط بطاعته في طريق بناء السد (الردم) اي التعاون معه في سبيل إنجاز المهمات الصعبة وهذه هي العلاقة المثلى بين السلطة والشعب.