وانها لا تملك لهم شيئا ، والله لا يرضى أن يتنازل البشر عن حريته وكرامته وعن حقوقه شيئا ، لأنّه هو الذي رزقه له لا لغيره.
(تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ)
[٥٧] للحياة مثلان ، وفيها خطان ، الأول : مثل القيم السامية الكريمة ، وخط القوة والعلم والحرية ، والثاني : مثل الشهوات والأهواء ، وخط الضعف والجهل والعبودية.
والمشرك يجعل نفسه محور عقيدته ، فيقيس العالم كله بما يشتهيه ويهواه ، وتنقلب عنده المعايير ، ويتخذ مثله من أرذل المثل ، كما يتبع خط الضعف والجهل والعبودية.
إنّه يصبح أنانيا الى درجة ينسب كلّ خير إلى نفسه وينسب الى ربه تعالى الكذب ، وبالرغم من أن الخير والشر عنده ليسا هما الخير والشر في الواقع ، إلّا انه ينسب الى ربه ما يراه هو شرا. إنك تراه ينسب الى الله البنات اللاتي يزعم أنهن منقصة لأبيهنّ ولكنه يرفض أن تكون له البنات ، ويبحث دائما عن الذكور ، فإذا افترضنا ـ جدلا ـ ان البنين خير فلما ذا لا تنسب الخير لربك ، بل لنفسك فقط؟!.
(وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ)
من الأولاد.
مكانة المرأة في الجاهلية :
[٥٨] بينما الواحد منهم يشتد غضبه إذا أخبر بأنه رزق مولودا أنثى.