ظلموا أنفسهم ، لما ترك عليها من دابة ، ولكنه ـ ولحكمة ـ (يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ، فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ).
وتراهم يصفون ربهم بما يكرهون لأنفسهم ، ويزعمون أن لهم الحسنى بينما ليس لهم إلّا النار ، وانهم مجموعون إليها ، وهذا ليس خاصا بهم ، فلقد بعث الله الأنبياء بهذه الرسالة للناس ، فزيّن لهم الشيطان أعمالهم ، وهو وليهم اليوم ولهم عذاب أليم.
بينات من الآيات :
الشرك عبودية وذل :
[٥٦] الشرك عبودية وتقيد ، وفقدان لاستقلال البشر وحريته أمام قوى الطبيعة أو القوى الاجتماعية ، ويتجسد الشرك في الأغلال الّتي يضعها الإنسان لنفسه باسم الأنظمة والقوانين ويقيد بها حياته ، وعادة ما يقدس البشر هذه الأنظمة.
وبكلمة : الشرك هو تنازل طوعي عن رزق الله لمصلحة الطبيعة أو لمصلحة مراكز القوى.
(وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ)
من الأصنام ، ورؤساء القبائل ، وقادة الأحزاب ، وقوى التسلط ، وكلما لا يعلم الإنسان ان الله أمر باتباعها ، وان في اتباعها مصلحة الإنسان الحقيقية ، يجعل المشركون لهؤلاء ..
(نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ)
أي جزء من نعم الله ، وذلك بسبب جهلهم بواقع الأصنام الحجرية والبشرية ،