وقد أوحى ربنا الى النحل لكي تتخذ من الجبال بيوتا ، وكذلك تبني بيوتا في الشجر ، وفيما يبنيه الناس من العمارات المختلفة ، ثم أمرها الله بأن تأكل من كل الثمرات ، ثم تتحرك عبر السبل الّتي جعلها الله لها ، فإذا ببطونها تصبح بإذن الله ينبوعا لشراب (مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) ، وهكذا يصل المتفكرون إلى ما وراء هذه الظاهرة من آثار رحمة الله.
وتقلبات الحياة البشرية كيف أنه يخلقه الله ثم يميته ، والبعض من الناس يطول عمره ويصل إلى وضع غير محمود ، حتى لا يعلم بعد علم شيئا.
وهكذا فضّل الله الناس بعضا على بعض فيما رزقهم إياه بحكمته ، فلا يستطيع ذوي الفضل أن يعطوا رزقهم لمن هو دونهم ، ويملّكونهم حتى يصبحوا سواء ، ولكن مع كل ذلك نجدهم يكفرون بنعمة الله ، ويتخذون من الرزق وسيلة للاستعلاء.
وهكذا جعل الله للناس أزواجا من أنفسهم ، ورزقهم الذرية والأولاد ، ورزقهم من الطيبات ، ومع ذلك يتركون نعمة الله ويؤمنون بالباطل المتجسد في الشركاء من دون الله ، الّذين لا يملكون شيئا من الرزق من السموات والأرض ، ولا يستطيعون شيئا.
كل هذه الآيات وغيرها تدل على أن لله المثل الأعلى ، ولا يجوز لنا ان نقيس ربنا بخلقه ، ونضرب له الأمثال الباطلة ، فإن الله يعلم الحق ونحن لا نعلم ، ولا يجوز أن يحكم الجاهل على العالم سبحانه!
بينات من الآيات :
الكتاب ميزان الحق :
[٦٤] كما أن للحق مقياسا ثابتا يتجلى في اليوم الآخر على شكل جزاء ، فلا