لبعضها ، ولنقل تجارب الناس المعاصرين لبعضهم ، ثم تأتي مرحلة الحفظ وتراكم التجارب الّتي هي العقل حسبما جاء في الحديث الشريف :
«العقل من العقال»
وان «العقل حفظ التجارب» في النهاية تأتي مرحلة التفكر ، وذلك بربط التجارب إلى بعضها مما نسميه نحن بالتحليل أو التعقل ، ويبدو أن المعرفة الحق لا تحصل من دون اجتياز المراحل جميعا ، ولكن القرآن الحكيم ربط بين كل مرحلة وبين آية إلهية لحكمة بالغة قد لا نفهمها الا بالتدبر.
الأنعام عبرة ورحمة :
[٦٦] ويتجلى اسم الرحمة الإلهي في الأنعام الّتي نعتبر بها عند أدنى نظرة ، ونتعرّف من خلال النظر إليها على الهدف من خلقها ، وما يتصل بهذا الهدف من هدف أسمى لخلقة البشر هو العلم والعمل.
(وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً)
فمن خلال النظر فيها والتدبر في أمورها ، ننفذ إلى الهدف منها ، ولكن كيف؟
(نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ)
كيف يميز الله اللبن عن الفرث ، وهي الزيادة الّتي تهبط إلى الكرش قبل ان تخرج فتصبح سرجينا ، وعن الدم الذي يجري في العروق ليصبح.
(لَبَناً خالِصاً)