كانت علاقة أصحاب الأيكة ببعضهم علاقة إفساد ، فبدل ان يتعاونوا على الانتاج ، إذا بهم يفسدون في الأرض ، وكان البعض يأكل من الآخر ، فكان الزارع لا يعتمد على زراعته ، والمنتج لا يعتمد على انتاجه ، لأنهما كلما زرعا وانتجا أكل ريعهما الرأسماليون الجشعون ، فكانوا مضطرين ان ينضموا الى هذا الكيان الفاسد اقتصاديا ، ويبدو أنّ السلطة كانت للسارقين شأنهم شأن الانظمة الرأسمالية اليوم والواقع : نفسية الحريص هي نفسها نفسية الفاتح العسكري ، الامبراطور و.. و.. ، ونفسية هؤلاء وغيرهم هي نفسية الاستعلاء ، قال تعالى : (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) (١) وجاء في الحديث :
«ان ابن آدم لو كان يملك مثل أحد ذهبا لتمنى آخر»
وهذه النفسية قد تكون عند الفقير ، فهناك فقراء متكبرين ، وجاء في قصة : ان الرسول (ص) مرّ وبعض أصحاب أحد طرقات المدينة ، وإذا بامرأة عجوز شمطاء دميمة الخلق ، تملّ رزقها من القمامة ، فقيل لها : افسحي الطريق لرسول الله (ص) فقالت : ان الطريق ليس ضيقا ، فنهرها الاصحاب ، فقال لهم الرسول (ص):
«دعوها فانها امرأة جبارة»
[١٨٤] (وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ)
اتقوا الله الذي خلقكم والذين من قبلكم ، ولا تتعاملوا بينكم بالتطفيف.
[١٨٥] (قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ)
لماذا قالوا إنك من المسحرين ، اي المسحورين؟
__________________
(١) العاديات / (٨).