قالوا ذلك لأنهم كانوا يحترمون شعيبا (ع) وكان فيهم مرجوا ، وكانوا يعقدون الآمال عليه لسعة عقله.
قال تعالى : (قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ). (٢)
فما نسبوه الى الجنون ، وانما قالوا : أنت متأثر بسحر الآخرين.
[١٨٦] (وَما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ)
أنت بشر مثلنا ، فهل يمكن ان تكون رسولا؟! انا نظنك من الكاذبين.
[١٨٧] (فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)
لم يصدقوا ان الله قادر على ان يزيل النعم عنهم ، فتحدوا رسولهم ان يسقط عليهم كسفا من السماء ، فكيف يؤمن من عاش محاطا بالنعم بعذاب من عند الله؟!
ويبدو ان شعيبا (ع) خوّفهم عذاب الله ، وهل هو الا نذير بين يدي عذاب مبين؟!
[١٨٨] (قالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ)
لم يدع على قومه بالعذاب ، وانما أو كل أمرهم اليه سبحانه ، فهو أعلم بهم ، وأعلم بما هو الأصلح ، ان شاء هداهم وان شاء عذبهم.
__________________
(٢) هود / (٨٧).