يبين عوامل الكفر بها من قبل أولئك الجاهلين ، ومن أبرزها :
أولا : العصبية.
(وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ* فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ)
لو نزل هذا القرآن على نبي اعجمي ما كانوا ليؤمنوا به إذ تستبد بهم العصبية ، فمنّ الله عليهم إذ أرسل فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياته ، وجاء في الحديث عن أبي عبد الله (ع) انه قال في تفسير الآية :
«لو نزلنا القرآن على العجم ما آمنت به العرب ، وقد نزل على العرب فآمنت به العجم ، فهذه فضيلة العجم» (٢)
ثانيا : العامل الثاني لكفرهم ارتكابهم الجرائم.
[٢٠٠] (كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ)
الجريمة من أهم الأسباب التي تمنع قبول الرسالة ، لان الذي سقط في وحل الجريمة ، وسمح لنفسه ان يكون طعمة للشهوات الرخيصة لا يؤمن بالرسالة ، لان الرسالة أعلى من ان يطولها ، كمن هو في بئر عميقة ظلماء ، كيف يرى نور الشمس ، بل كيف يستوعب معنى نور الشمس؟!
فحينما يكون عقل الإنسان محكوما بشهواته ، ومضروبا على قلبه بالأسداد ، مليئا بالهوى ، ينزاح عنه الحق لان قلبه أصلد من ان يستقبلها.
__________________
(٢) المصدر.