وقال بعض المفسرين : ان معنى الآية ، كما أنزلنا القرآن عربيا مبينا أمررناه وأدخلناه وأوقعناه في قلوب الكافرين ، بأن أمرنا النبي (ص) حتى قرأه عليهم وبينه لهم. (٣)
ويبدو ان سياق الآيات يوحي بالتفسير الاول كما جاء في آية كريمة : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) (٤) وكما جاء في آية أخرى : (وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً) (٥) ، وهكذا تكون كلمة سلكناه أجريناه بحيث أصبحت تلك سنة تجري لا فكاك منها!
[٢٠١ ـ ٢٠٢] فطبيعة المجرمين انهم لا يؤمنون بهذا الرسول العربي ـ بغض النظر عن الاعجمي. هناك يتساءل المجرمون هل هناك فرصة أخرى لنا فهم :
(لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ* فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)
[٢٠٣] (فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ)
[٢٠٤] (أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ)
أما اليوم فتراهم لا يؤمنون حتى يأتيهم العذاب وكأنّهم يستعجلون العذاب.
[٢٠٥ ـ ٢٠٧] (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ* ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ* ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ)
__________________
(٣) مجمع البيان / ج (٥) / ص (١٨٥).
(٤) الإسراء / (٨٢).
(٥) المائدة / (٦٨).