جاء في خبر مأثور عن أبي أمامة ، فيما أخرجه الطبراني وأبي مردويه قال : لما نزلت «وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» جمع رسول الله بني هاشم فأجلسهم على الباب ، وجمع نساءه وأهله ، فأجلسهم في البيت ، ثم اطلع عليهم ، فقال :
«يا بني هاشم! اشتروا أنفسكم من النار ، واسعوا في فكاك رقابكم ، وافتكوها بأنفسكم من الله ، فإني لا أملك لكم من الله شيئا»
ثم أقبل على أهل بيته فقال :
«يا عائشة بنت أبي بكر ، ويا حفصة بنت عمر ، ويا أم سلمة ، ويا فاطمة بنت محمد ، ويا أم الزبير عمة رسول الله! اشتروا أنفسكم من الله ، واسعوا في فكاك رقابكم فإني لا أملك لكم من الله شيئا ولا أغني ...» (٣)
[٢١٥] وفي الوقت الذي ينذر عشيرته الذين هم أقرب الناس اليه ، يؤمر بالرحمة للمؤمنين ، حتى ولو كانوا بعيدين عنه ، فهو كالطائر الذي يخفض جناحيه لأولاده الصغار.
(وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
ان هذا السلوك يساهم في صنع المجتمع المبدئي المتسامي عن العلاقات المادية ، ونستوحي من هذه الآية أهمية التواضع وبالذات عند من يحمل رسالة ربه.
جاء في كتاب مصباح الشريعة المنسوب الى الامام الصادق (ع):
وقد أمر الله أعز خلقه ، وسيد بريته محمد (ص) بالتواضع ، فقال عز وجل :
__________________
(٣) تفسير الميزان / ج (١٥) / ص (٣٣٤).