«وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» والتواضع مزرعة الخشوع ، والخشية ، والحياء ، وأنهن لا تتبيّن إلا منها وفيها ، ولا يسلم الشرف التام الحقيقي الا للمتواضع في ذات الله (٤)
[٢١٦] وتتجلى مبدئية الموقف في التبري ممن يخالف الشرع الإلهي.
(فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ)
ان الرسول لا يقدم تنازلات أمام رسالات ربه ، وقد كان (ص) شديدا إذا عصي الله ، وكان يغضب بشدة على من يحاول أن يشفع عنده في حدّ.
وكذلك كان خلفاؤه الراشدون ، فهذا أمير المؤمنين (ع) يقدم عليه أشراف قومه ، وقيادات جيشه ، يعرضون عليه العفو عمن ارتكب منه ما يستحق الحد ، فيعدهم بأن يعطيهم ما يملك ، ثم يقدمه ويضر به الحد ، وحين يسألونه يقول : هذا مما لا أملكه.
[٢١٧] ولكي يتابع مسيرة الإصلاح بحزم واستقامة يتوكل الرسول على ربه الذكي يؤيد بقوته المؤمنين على الكافرين.
(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ)
ان التوكل على الله لبّ استراتيجية أصحاب الرسالة ، وكلّما كان إيمانهم برسالتهم أعمق ، كلما كان للتوكل على الله في استراتيجيتهم نصيب أكبر.
ومن الواضح أن اسمى «الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ» ذكرا في فاتحة هذه السورة ، وأيضا بعد بيان كل قصة من حياة النبيين (ع).
__________________
(٤) تفسير نور الثقلين / ج (٤) / ص (٦٩).