[٢١] ولعله خشي ان خروجه من غير إذن قد يشجّع الآخرين على عدم الانضباط ، لذلك توعّده بالعذاب.
(لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ)
ان كان غيابه لعذر ، والا فالعذاب الشديد أو الذبح العاجل ينتظره.
[٢٢] (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ)
عاد الهدهد فبادره سليمان بالسؤال : اين كنت؟!
(فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)
لا يقبل الشك.
تقول رواية شريفة :
«قال ابو حنيفة لابي عبد الله (ع): كيف تفقد سليمان الهدهد من بين الطير؟
قال : لان الهدهد يرى الماء في بطن الأرض كما يرى أحدكم الدهن في القارورة ، فنظر ابو حنيفة الى أصحابه ، وضحك قال ابو عبد الله (ع) : ما يضحكك؟ قال : ظفرت بك جعلت فداك قال : وكيف ذلك؟ قال : الذي يرى الماء في بطن الأرض لا يرى الفخ في التراب حتى يؤخذ بعنقه؟ قال ابو عبد الله (ع) : يا نعمان اما علمت انه إذا نزل القدر أغشي البصر؟!» (٤)
[٢٣] (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ)
__________________
(٤) المصدر ص (٨٥).