يشمل الكفار فقط وإنّما من سكتوا عنهم ، ورضوا بأعمالهم أيضا ، وهكذا أيضا حال من يسكت ـ اليوم ـ عن ظلم الطغاة والمفسدين.
[٥٢] (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا)
كان أهل الجزيرة عادة ما يذهبون الى الشام ، وفي طريقهم إليها يمرّون (بمدائن صالح) وهي حجر ، فيشاهدون بيوتهم الخاوية المنحوتة من الصخر ، وإلى الآن آثارها شاخصة للعيان ، ويقال : أنهم نحتوا بيوتهم من الجبال ، ثم نزلوا الى الصحراء ، فدمدم عليهم ربهم بذنبهم ، وأهلكهم بما ظلموا ، وقد جاء في الروايات الشريفة :
«الظلم في الدنيا بوار ، وفي الآخرة دمار» (٢)
«من جار أهلكه جوره» (٣)
«من عمل بالجور ، عجّل الله هلكه» (٤)
«حقّ على الله عزّ وجلّ أن لا يعصى في دار الا أضحاها للشمس حتى تطهرها» (٥)
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
إنّ في آثارهم شاهدا ودليلا للذين يعتبرون بالمثلات.
__________________
(٢) ميزان الحكمة ص (٥٩٥).
(٣ ، ٤) المصدر ص (٥٩٨).
(٥) نور الثقلين / ج (٤) ص (٩٤).