رسالي فيقول : «وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى».
حينما أراد ربّنا إنقاذ بني إسرائيل من هيمنة فرعون خلق قائدا رساليّا ، ورعاه منذ الطفولة ، وتدرجت مراحل النصر بعد أن أمر الله أم موسى بأن اقذفيه في اليم ، ليحمله الماء الى ساحل قصر فرعون ، فجعل الله تربيته هناك رغم إصرار فرعون على ذبح كلّ طفل ذكر ، وهكذا تجري سنن الله إلى أن يقضي الله على فرعون ونظامه.
ان موسى (ع) تجلّ كريم لإرادة الله ، وكان مركز تحقق القضاء الإلهي في ذلك المجتمع ، وإرادته لتحقيق العدالة الإلهية الغيبية ، وتؤكد هذه السورة كما الكثير من سور القرآن على ان هذا القضاء يتحقق بأمرين : أحدهما عمل الناس ، والآخر إرادة الله ، فمن جهة نجد موسى يقبض زمام المبادرة ليتحول إلى إمام للثائرين ضد فرعون وجلاوزته ، ويخوض الصراع ببني إسرائيل والمؤمنين من حوله ، ومن جهة أخرى تحوطه العناية الإلهية وترعاه ، ويمكن لنا القول بأن سنة القدر يجريها الله سبحانه وتعالى ، بينما يرعى سنة القضاء ، ولكنها قد تجري على أيدي الناس أنفسهم.
وهكذا جرى قضاء الله ، بنصر موسى (ع) ومن اتبعه بإحسان.
بينات من الآيات :
(وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) :
[١ ـ ٢] (طسم* تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ)
ان هذه المقطعات اشارة الى القرآن ، بل هي جوهره ، وبتعبير أفضل هي المادة الأولية التي يتألف منها القرآن الحكيم ، وتكتب بها كلماته ، وهي تحمل في طياتها النور والهدى ، وهو رموز وإشارات يعرفها أولياء الله ، ولعلها مفاتيح علوم