السورة.
[٣] وهذا الكتاب سوف يكون ، أداة لنقل التجربة العظمى لكم أيها البشر ، ولك أنت يا من تخوض صراع الحق ضد الباطل.
(نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
فالحياة قائمة على الحق ، ويجري الحق على كل اجزائها ، ولكن من الذي يستفيد من هذه القصص؟
انهم المؤمنون ، فلو لم تكن استجابة للحق من قبل الناس ، فإنهم لا يستفيدون من القرآن الكريم ، حتى ولو قرءوه الف مرة ، أو حفظوا آياته حروفا وكلمات.
اذن حتى تستفيد من القرآن يجب ان تؤمن وتسلم له ، وما دام هذه القصص حقّا فلا يجد لها انعكاسا إلّا في قلوب المؤمنين الذين يملكون قابلية فهم الحق.
[٤] ثم يبدأ القرآن بالحديث عن فرعون رمز الفساد والباطل :
(إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ)
لقد استعلى فرعون وسيطر على الناس ، ولكن لم يستفد من السلطة في خير شعبه ولا نفسه ، وفي آية قرآنية تأتي في آخر هذه السورة يقول ربنا : «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ».
ان الذي يحب الرئاسة والسيطرة ، ويتحول الحكم عنده من وسيلة إلى هدف ، فإنّه ينشر الفساد ، وكم من الجرائم وقعت في التاريخ ، ولا زالت على مذبح حب الرئاسة.