(آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً)
حيث صار نبيا ، وليس رسولا.
(وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)
ليس هناك قرابة بين الله وموسى حين أعطاه النبوة ، وانما استحقها موسى بعمله وإحسانه وكل إنسان يعمل من أجل الآخرين يجازيه الله خيرا ، وهذه الحقيقة نجدها في التاريخ وبالذات في تاريخ الأنبياء ، بل وفي حياتنا اليوميّة أيضا ، كما أن أفضل ما يتعبد به الإنسان ربّه ، ويستدر به رحمته هو الإحسان للناس.
وهذه الآية نجدها في أكثر من موضع من القرآن الحكيم ، ففي سورة يوسف يقول تعالى : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) ونحن يمكننا أن نجرب هذه الحقيقة : لنحسن الى الناس ، ثم لننظر كيف يعاملنا الله. إن الصدقة تزيد في العمر ، وتدفع البلاء ، وتزيد في المال حتى لو كانت الصدقة هي إماطة الأذى عن الطريق ، أو مساعدة الأعمى والطفل على عبور الشارع ، إذ ليس شرطا ان تكون الصدقة مالا.
انّ اي خدمة يقوم بها الإنسان للآخرين يجد جزاءها سريعا فكيف إذا كرّس حياته من أجل خير الناس وصلاحهم. ان الأنبياء لا يفكرون في مصالحهم الشخصية في الدنيا ، وانما يفكرون في خير الناس ومصلحة الرسالة التي يحملونها ، ونقرأ في سيرة نبينا الأكرم محمد (ص): أنه عند ما حضرته الوفاة ، وجاءه ملك الموت ليقبض روحه سأل ملك الموت : وهل تلقى أمتي أذى في مثل هذا الأمر فأجابه : بلى ولكن الله أمرني ان اقبض روحك بأسهل ما يكون فيه قبض الروح ، قال له رسول الله (ص):