«شدد عليّ وخفف على أمتي»
وهذه سنة الأنبياء ، كما يجب ان يكون هذا ديدن من يسير على خطّهم في الحياة.
[١٥] ومن علامات إحسان موسى (ع) ان كان يبحث عن الخير ، ولا يبالي بعدها بما يمكن أن يجرّه ذلك عليه من أذى إذا كان يرضي الله ، لقد كان يبحث عن المحرومين حتى ينتصر لهم.
(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها)
والذي يحمل قضية رسالية حينما يدخل بلدا يسيطر عليها الطاغوت بالخصوص. إذا كان يريد القيام بعمل كعملية عسكرية ، أو توزيع منشور ، أو عملية استطلاع وتجسس يجب ان لا يكون ساذجا بل حذرا نبها ، ويختار الوقت الأنسب الذي يعينه في إخفاء نفسه ، وكتمان أمره ، وربما كان دخول موسى للمدينة ليلا أو في أول الصبح ، وربما كان في مناسبة انشغل بها أزلام النظام عن الوضع.
(فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ)
بسبب ما قامت به الحركة الرسالية من أعمال سياسية وثقافية ، وربما ميدانية في عمليّة الصراع بينها وبين فرعون حينذاك ، استطاعت أن توجد في المجتمع تيّار مناهضا للسلطة ، بل وأكثر من ذلك أن ترفع مستوى الصراع بين تيّارها والتيار الآخر الى حد المواجهة المباشرة ، ومن أهم مسئوليات وواجبات الحركة الرسالية حين تصعد بمستوى جماهيرها في الصراع ان تسيطر على الساحة حتى لا يكون للصراع مردود سلبي على خططها وتحركها.