ويبدو من الآية الكريمة : ان موسى (ع) منذ البداية كوّن الحركة الرسالية ، فكان له حزب وشيعة ، حيث استطاع ان يجمع شمل بني إسرائيل تحت لوائه ، ويتصدى للنظام الطاغوتي.
وربما يكون معنى يقتتلان يتضاربان ، ولكن ظاهر الأمر يدلّ على أن أحدهما يريد قتل الآخر.
(فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ)
وأمام هذه الإستغاثة وجد موسى (ع) نفسه مضطرّا للدفاع عن الذي من شيعته. لهذا بادر لدفع ضرر القبطي.
(فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ)
الفرد الرسالي يريد الخير لحركته وشيعته ، ولكن لا يعني ذلك أنه يريد الانتقام من الناس ، وقد يصل الأمر أن يقوم الرساليون بحرب فدائية ولكن عن اضطرار وليس بهدف التخريب أو الإرهاب ذاته ، بل لإزالة العوائق التي تعترض طريقهم.
لهذا قال موسى (ع) حينما وقع القبطي ميتا : «هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ».
يقصد بذلك العمل الذي دعا هذين (الاسرائيلي والقبطي) للاقتتال ، وإذ ضربته فانما للدفاع عن المظلوم والمستضعف ، وقد قال بعض المفسرين : ان سبب الاقتتال هو محاولة القبطي تسخير الإسرائيلي ليحتمل شيء بلا أجر.
وعند ما قتل موسى القبطي ولم يكن يريد قتله ، بل ردعه قال :
(إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ)