سبحانه قوله : «الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ» علمت أن الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بين أظهرنا ، فقلت يا رسول الله ما هذه الفتنة التي أخبرك الله بها؟ فقال : يا علي إن أمتي سيفتنون من بعدي ، فقلت : يا رسول الله : أو ليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد من المسلمين ، وأحيزت عني الشهادة فشق ذلك عليّ فقلت لي : أبشر فان الشهادة من ورائك ، فقال لي : إن ذلك لكذلك فكيف صبرك إذا؟ فقلت : يا رسول الله ليس هذا [من] مواطن الصبر ، ولكن من مواطن البشرى والشكر ، وقال : يا علي سيفتنون بعدي بأموالهم ، ويمنون بدينهم على ربهم ، ويتمنون رحمته ، ويأمنون سطوته ، ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة ، والأهواء الساهية ، فيستحلون الخمر بالنبيذ ، والسحت بالهدية ، والربا بالبيع ، قلت : يا رسول الله فبأي المنازل أنزلهم عند ذلك أ بمنزلة ردة أم بمنزلة فتنة ، قال : بمنزلة فتنة (٤)
[٣] ثمّ يبين الله سبحانه إن الفتن تصيب الإنسان. عمل السيئات أو الخيرات ، وان مشكلة الذين يعملون السيئات أو ينهارون أمام المشاكل أكبر لأنهم يخسرون الدنيا والآخرة.
(وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ)
والفتن تتباين أشكالها وصورها وجوهرها واحد ، كما أن فتن السابقين كانت مختلفة ، فقد جاء في جوامع الجامع ، وفي الحديث : «قد كان من قبلكم يؤخذ فيوضع المنشار على رأسه فيفرق فرقتين ، ما يصرفه ذلك عن دينه ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه» (٥)
__________________
(٤) المصدر / ص ١٤٨
(٥) المصدر / وجوامع الجامع هو مختصر تفسير مجمع البيان للعلامة الطبرسي.