قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ
هدى من الآيات :
ينصبّ الحديث في هذا الدرس حول الملائكة ويوم البعث ، ويربط الموضوعين ببعضهما أنّ الإنسان قد يكفر بالجزاء رأسا حين لا يؤمن بيوم الجزاء ، وقد يكفر به بصورة غير مباشرة ، وذلك حين يزعم أنّ الملائكة يشفعون له عند الله لأنّهم أبناؤه سبحانه.
وما دام السياق يكرّس روح المسؤولية فلا بد من معالجة هذين الموقفين معا ، لأنّهما يشتركان في المحصّلة النهائية ، وهي التنصّل من المسؤولية.
فالشرك بالله من خلال الاعتقاد بربوبية الملائكة أو الجن أو الآلهة المزيفة الأخرى ، له مبرّر نفسي هو محاولة التملّص من المسؤولية. إنّ من الصعوبة على الناس تحمّلها ، مع علمهم بها ، فلكي يتخلّصوا ـ بزعمهم ـ من حدّية أوامر الله ، ويتهرّبوا من الالتزام بالدين ، تراهم يبحثون عن مبرّر نفسي لأنفسهم مما يدفعهم للتصوّر بأنّ الملائكة أو الجن أو الصالحين كعيسى (ع) سوف يدفعون سخط الرب