إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
هدى من الآيات :
يقسم السياق ـ في البدء ـ بما يستدل به على صدق رسالة النبي (ص) وأنّه من لدن ربّ عزيز رحيم ، يقسم بالقرآن الحكيم الذي هو الدليل الأظهر على رسالات الله ، ثم بعدئذ يبين ملامح المجتمع الجاهلي الذي جاء الكتاب لإصلاحه. إنّه الاعرق في الكفر حيث أنّ أكثرهم محكوم عليهم بعدم الإيمان (لعنادهم) وقد جعلت الأغلال في أعناقهم فهي الى الأذقان ، وجعلوا بين السدّين من أمامهم ومن خلفهم ، وحجبت أعينهم بالغشاوة ، فهم لا يؤمنون بك سواء أنذرتهم أم لم تنذرهم. أوليس شرط الاستجابة حالة الخشوع في القلب؟ ولكن دعهم فسوف يحيي الله الموتى ، وقد سجلت عليهم أعمالهم ، وكلّ شيء أحصاه ربّنا في إمام مبين.
(ولعل ذكر هذه الحقيقة يهدف بيان دور البشر في الهداية ، وأنّها ليست كرها عليه ، بل الله يضل أقواما عاندوا وجحدوا أو غفلوا عن الذكر).