أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ
هدى من الآيات :
عند ما طالب الكفار بتعجيل حسابهم والإسراع في إعطائهم نصيبهم (من الثواب أو العقاب) قال ربنا لرسوله الكريم : (اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ) ومن خلال قصة داود (ع) ذكرنا كيف عجل الله له الجزاء في الدنيا متمثلا في الملك والذكر الحسن ، مما هدانا به إلى ان العمل الصالح جزاءه الأوفى (في الدنيا أو العقبى) وها هو السياق يبلغ بنا إلى الجواب الفصل لسؤال أولئك الذين أنكروا النشور ويقول : ان قصة داود تدل على انّ الحق هو محور الخليقة ، فداود بلغ ما بلغ لأنّ الله يحكم بالحق (ومن الحق جزاء المحسن بالحسن) وليس هذا سوى مثل لكل تقديرات الرب ، ومنهج تدبيره للخليقة (حيث انها قائمة جميعا على قاعدة الحق) وهذا بالتالي يهدينا إلى ان المتقين ليسوا كالفجار لأن تساويهما يتنافى والحق الذي قامت به السموات والأرض. وهكذا لا بد من الجزاء الأوفى في الآخرة.
هذا من جانب ومن جانب آخر يتنافى مبدأ الحق وخلافة الفجار في الأرض.