إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ
هدى من الآيات :
الآيات القرآنية آيات مثاني متشابهات ، ومن معاني هذه الكلمة انها تجري على أساس المقابلة ، الجنة والنار ، والصالح والمفسد ، والخير والشر و... و... ولا يعرف الشيء بأبعاده وحدوده إلا بمقارنته مع أضداده ، فالنهار يعرف بالليل ، والحياة تعرف بالموت ، والغنى بالفقر.
ولكي يعرفنا ربنا بنعيم الجنة يحدثنا عن عذاب جهنم التي يستقر فيها ذوي العقائد والأعمال المناقضة لأصحاب النّعيم ، ومن خلال الآيات التي وردت في كل القرآن يتضح ان المسافة بين العاقبتين منعدمة تماما ، فليس ثمة منطقة أخرى بينهما ، لهذا يكفي الإنسان حتى يدخل الجنة أن يخرج نفسه من النار ، وكما قال الله : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) (١)
__________________
(١) آل عمران / ١٨٥