سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ
هدى من الآيات :
في الدرس الأخير يلخص ربنا عبر هذه السورة ، ومن أظهرها أن عباد الله المخلصين هم الذين أخلصهم ربهم ، وأخلصوا أنفسهم له ، فلم تؤثر فيهم العوامل التي جرت على غيرهم.
في الآيات الأولى من هذا الدرس ينفي القرآن الحكيم التعلق الشركي بالملائكة عبر التأكيد على عبوديتهم لله ، وتسليمهم لأوامره التي ينتظرونها ، تتنزل من عنده إليهم ، ثم ينسف فكرة الجبر مكذّبا الذين يدّعون بأنهم مضطرون للشرك بالشياطين ، إذ لا جبر في الدنيا على الإنسان ، انما هو الذي يختار طريقه ، وأفكاره ، واعتقاداته بكامل حريته ، وهذه الحرية هي التي تحمّله المسؤولية الكاملة تجاه تصرفاته ، والأوامر التي يوحيها الله لرسله بأن لا يبالغوا في تبليغهم الرسالة للكفار والمشركين تلتقي مع فكرة الاختيار ، فالكفار والمشركون هم المسؤولون عن اختيارهم ، وليس من واجب المبلغ للرسالة أن يفرض عليهم اختيارا معيّنا.