إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
هدى من الآيات :
حينما يبيّن لنا القرآن حقيقة أو حكما ، لا يلبث ان يضرب لذلك امثلة عديدة ليس للإيضاح وحسب ، انما لبيان الابعاد والحدود أيضا ، ذلك لان النفس البشرية قادرة على تحوير الألفاظ وتفريغها عن معانيها الحقيقية ، وتحويلها الى ألفاظ قشرية غير مؤثرة ، بل وقد تعطي معاني غريبة عن المعنى الحقيقي.
فلكي لا يأتي بعض المفسرين القشريين ، أو بعض من تسوّل لهم أنفسهم تبرير الأفعال والانحرافات للناس ، ويفسروا القرآن على أهوائهم وآرائهم ، لم يترك ربّنا كلمة في القرآن الحكيم الا وأوضحها بالامثلة التاريخية التي لا يمكن نكرانها ، أو تبديلها وتأويلها الى غير مضامينها.
وإذ ذكّرنا الله في الدروس الماضية بعبادة المخلصين ، الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، كنا بحاجة إلى الامثلة التاريخية التي من شأنها احاطتنا بصفاتهم وخطهم