قالُوا : طائِرُكُمْ مَعَكُمْ
هدى من الآيات :
حين تتراكم حجب الغفلة على الأفئدة لا ينتفع أصحابها بالنذر ، كذلك قال ربّنا آنفا ، وهو الآن يضرب مثلا من أصحاب القرية التي جاءها المرسلون فلم يؤمن أغلبهم ، بل قالوا : ما أنتم إلّا بشر مثلنا ، ولم ينفعهم أنّ الله يشهد على صدق الرسل ، وأنّهم مسئولون عن موقفهم ، وليس النذر ، وبالغوا في التكذيب ، إذ تطيّروا بالرسل ، وتشاءموا من دعوتهم ، ولكن الرسل استقاموا في تحدّيهم لأولئك الجاهلين ، بالرغم من توعّدهم بأنهم سوف يرجمونهم إن لم ينتهوا من دعوتهم ، بأغلظ ما يمكن ، فقال الرسل : إنّ تشؤّمهم إنّما هو من أنفسهم ، وتهديدهم بالعذاب لا يلويهم عن تذكيرهم ، وإنّه لدليل على توغّلهم في الجريمة.
وهناك انتشرت الدعوة فجاء رجل من أقصى المدينة يسعى (لينذر قومه قبل ان يحلّ بهم العذاب لتكذيبهم الرسل) فنصح قومه إشفاقا عليهم باتباع المرسلين ، الذين تدل على صدقهم حجتان : الأولى : أنهم لا يسألونهم أجرا ، والثانية : أنّهم