وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ
هدى من الآيات :
بالرغم من أنّ كفّار قريش ومثلهم سائر الكفّار كانوا بفطرتهم يعرفون مدى حاجتهم الى الوحي ، ويمنّون أنفسهم بأن يكونوا أهدى من إحدى الأمم لو بعث فيهم نبي مرسل ، إلّا أنّهم حين منّ الله عليهم بنعمة الرسول كفروا به. لماذا؟
لأنّهم استكبروا في الأرض ، ومكروا مكرا سيّئا.
وبعد أن ينذرهم الربّ بأنّ المكر السيء لا يحيط بالتالي إلّا بصاحبه ، يذكّرهم بمصير الغابرين الذين جرت سنة الله فيهم بالدمار ، ولا تبديل في سنن الله ولا تحويل ، ويدعوهم للسير في الأرض لينظروا كيف فعل الله بالظالمين ، وأين انتهى بهم استكبارهم ومكرهم السيء مع أنّهم كانوا أشدّ منهم قوّة ، وينبّههم القرآن بأنّهم لا يستطيعون الفرار من حكومة الله ، وأنّه لا يعجزه شيء بل هو العليم القدير.