أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ
هدى من الآيات :
في مواضع أخرى من القرآن تعرضت الآيات لقصة أيوب (ع) بمناسبة الحديث عن الصبر ، (الجانب المعروف من حياته (ع)) ، حتى لقد شاع المثل «صبر أيوب» ، أمّا في هذه السورة فان القصة تأتي في سياق الحديث عن العلاقة السليمة بالسلطة والثروة والعافية ، هذه النعم التي ينبغي أن لا تستعبد البشر ، فلا يستبد به الغرور إذا رزق منها شيئا ، ولا يقتله اليأس إذا زويت عنه.
وما تلتقي فيه قصة سليمان وأيوب عليهما السلام ، أنهما يهدياننا الى تجسيد للنفس الربانية التي لا تبطر بالنعمة والملك كنفس سليمان ، ولا تيأس إذا فقدت متع الدنيا كنفس أيوب عليهما السلام. وبالرغم من ان هذين المثلين من حياة شخصيتين الّا أنهما ـ في الواقع ـ شخصية واحدة ، حيث المؤمن هو الذي يتعالى على زينة الدنيا متطلعا الى رضوان ربه ، فيشكر حينما يظفر بها ، ويصبر حينما تفوته.