وتنتهي السورة بما صار ختاما لأحاديث الصالحين وهي الآيات الثلاث الاخيرة والتي مطلعها تنزيه الله سبحانه ، ثم الثناء على رسله ، وأخيرا تخصيصه بالحمد.
بينات من الآيات :
[١٦١ ـ ١٦٢] ان أفكار الشرك بألوانه المختلفة خاطئة ، والإنسان غير مجبور على الاعتقاد بها ، ولكنه لكي يرفع عن نفسه المسؤولية يزعم بأنها مفروضة عليه ، ولا خيار له إلا قبولها بسبب الضغط أو الإغراء ، والقرآن ينقض فكرة الجبر هذه ، فيقول :
(فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ* ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ)
وكلمة «عليه» فيما يبدو تدل على الجبر ، فكأن القرآن يقول : انكم لا تجبرون أحدا على اتّباعكم فيما تعبدون لا بالإغراء ولا بالضغط ، لأن كلمة الفتنة تتسع لمعنى البلاء ، والضغط ، والإكراه ، كما تعني الإغراء والتزيين ، وعموما فإن الفتنة هنا بمعنى الجبر.
وإذا نظرنا في أحوال الذين يعبدون الآلهة من دون الله ـ من اتباع السلاطين ، والأحزاب ، وعبدة الأثرياء ، والوجهاء ، وادعياء الدين ـ لرأيناهم يبررون جميعا شركهم بأنهم مجبورون ، وأنّه لا سبيل لمقاومة الطاغوت ، ولا الهروب من شبكات الأحزاب ، ولا مقاومة تجويع المترفين ، وتضليل الوجهاء ، وأدعياء الدين.
كلا ... ربنا الذي خلق خلقه أعطى لخلقه الحرية والقدرة على الرفض ، ولكن الشيطان يسوّل العبودية ، ويزينها له.
[١٦٣] فالآلهة المزعومون ليسوا بقادرين على جبر الناس مهما حاولوا ، بلى.