انهم يضغطون عليهم ، ولكن يبقى القرار الحاسم بيد الإنسان ، وإنّما يستجيب لهم من تتواجد فيه مقوّمات الشرك والكفر.
(إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ)
وذلك دليل حرية الإنسان ، وإنّه غير مضطر للانحراف ، وان عليه الجزاء شخصيّا ، لأن الذي يتجاوب مع فتنة المشركين يصلى النار بنفسه ولا يغنون عنه شيئا ، وهذا أعظم شاهد على مسئولية الإنسان ، كما هو أفضل علاج لداء التسويف والتبرير ، فلو علم المبررون ، وأولو الاعذار الواهية أنّهم يذاقون العذاب فعلا برغم تبريرهم وأعذارهم ، فان ذلك يقتضي ارتداعهم.
[١٦٤ ـ ١٦٥ ـ ١٦٦] ويعرج السياق مرة أخرى لينقل لنا رد الملائكة (عليهم السلام) على أباطيل المشركين حولهم في آيات ثلاث :
(وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ)
والمقام هنا قد يعني المنزلة ، فالملائكة يتفاضلون فيها ، وأعظمهم الروح ، وقد يعني الدّور ، فلكل ملك دور يختلف عن الآخرين ، إذ منهم من هو مختص بقبض الأرواح ، ومنهم من وكل بالسحاب والمطر و... و... ، ومقام الملائكة ودورهم معلوم عند الله وعند الملائكة ، وكونهم الموكّلون بشؤون الحياة وإدارتها لا يرفعهم إلى مقام الربوبية أبدا ، كما لا يقفزون إلى دور آخر للقيام مثلا بالشفاعة لهذا ، وقضاء حاجة ذاك الا بأمر الله.
(وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ)
كالجند. ينتظر الجميع أوامر ربّه لينفذوها ، ولا يحيدون عنها قيد أنملة ، ولعل