أهم ما يصطف له الملائكة هو عبادة الله ، وذروتها التسبيح والتنزيه.
(وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ)
ينزهونه ـ عز وجل ـ عن كلّ مالا يتناسب ومقام الربوبية ، عن الوهن والجهل ، وعن الشركاء التي زعم الجاهلون بأن الملائكة منهم.
[١٦٧ ـ ١٦٨ ـ ١٦٩] ومن الناس من يتهرب من المسؤولية ببعض التمنيات ، وتعليق قيامه بالواجب ببعض الشروط المستقبلية ، فاذا قيل لهم : لماذا لا تصلوا؟ قالوا : سوف نفعل ذلك إذا ذهبنا إلى الحج ، أو إذا كبرنا .. وبعضهم يلقي بالمسؤولية على الله سبحانه ، ويقول لأن الله لم يوفقني فاني لم اهتد إلى الصلاح ، ولو أن الله بعث إلينا رسولا فسوف نكون أهدى من غيرنا.
(وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ)
قولا مجردا ، لا يتجاوز لقلقة اللسان.
(لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ)
نهتدي به ، ونسير في الحياة على ضوئه.
(لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ)
لكن هل يمكن للإنسان أن يدرك هذه المنزلة الرفيعة بمجرد التمنيات؟ كلا ... إذ لا بدّ لبلوغها من السعي ، لأنه وحده الذي يحوّل الآمال إلى واقع.
[١٧٠] ولان هؤلاء يعيشون مجرد التمنيات ، وإنّما قالوا ذلك لتبرير انحرافاتهم فقد جاءهم القرآن ، وكان يفترض فيهم أن يتّبعوه ليصلوا إلى سماء الإخلاص.