(فَكَفَرُوا بِهِ)
وتبيّنت حقيقتهم بأن كلامهم مجرد أمنيات غير جادة ، وهذه طبيعة كلّ الذين يسوّفون التوبة ، ويعلقون إصلاح أنفسهم على شروط غير متحققة ، ويعيشون في حلم المستقبل دائما ، وهذا التسويف يرديهم إلى الهاوية.
(فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)
فهم يقولون : سوف نعمل ، فيقول لهم القرآن : بل سوف تعلمون أنّ إضاعة فرصة العمر الوحيدة لم تكن في مصلحتكم أبدا.
وفي طيات هذا التعبير تهديد مبطّن بالعذاب ، وقد يكون عدم التصريح بنوعيته وكيفيته أبلغ وأرهب في النفوس ، حيث تتفاجأ بألوان من العذاب لم تتوقعها أو تحسب لها حسابا.
[١٧١ ـ ١٧٢] ان تشبث فئام من الناس بمختلف التبريرات كالأفكار الجبرية ، والانتظار الساذج للفرار من مسئولية الإيمان بالرسالة يجب أن لا يوهن الرساليين أو يسلبهم الثقة بنصر الله لهم ، لأنه سبحانه أراد الانتصار لمبادئه ولمن يؤمن ويلتزم بها ، ولو كان ظاهر الحياة هو تسلط الطغاة المنحرفين ، فان الله غالب على أمره ، وما سيطرتهم إلّا محدودة.
(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ* إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ)
فليس كلام الله عن نصرهم شيئا جديدا ، انما هو قديم سبقت بواقعته أحداث التاريخ ، فما من رسالة إلا وأظهرها الله ، نعم. قد يقدم أصحابها شيئا من