لان هكذا خلافة لا تبلغ أهم اهداف الحياة وهو تطبيق الحق ، وبهذه الآيات ينفي ربّنا نفيا قاطعا كل الأكاذيب والأفكار الباطلة التي حاول محرفوا التوراة أو من اقتبس منهم الصاقها في نبيه داود (ع) حين اتهموه في تقواه ونزاهته. ثم يدعونا الله للتدبر في القرآن مما نجد مثيلا لهذا الأمر في سورة المائدة في موضوع الخلافة ، لاننا حينما نعرض تصوراتنا وافكارنا على كتاب الله ، فسوف تتبين لنا ان خلافة الظالمين لا تنسجم ومجمل بصائره وهداه.
ثم يحدثنا القرآن عن جانب من حياة سليمان بن داود عليهما السلام ، والذي تجاوز هو الآخر فتنة السلطة ، فلم تخرجه زينتها من خط الطاعة والانابة ، بل كان يزداد خضوعا لربه تعالى ، لأنه يعتبر كل شيء نعمة الهية تستوجب الشكر. وبذلك ضرب مثلا للسلطان الصالح كما فعل والده من قبل.
بينات من الآيات :
[٢٧] في الآيات السابقة بيّن ربنا صفات الخليفة الذي يجعله في الأرض (حيث ذكرتنا الآيات بعشرين صفة حسنة في خليفة داود) ومن أبرزها حكمه بين الناس بالحق.
(وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً)
كيف يتخذ الباطل الرب الذي لا يجعل خليفة في الأرض الا الصالحين والذين يمتحنهم أشد الامتحان حتى يحكموا بالحق.
ان آيات الحكمة البالغة تتجلى في أصغر شيء خلقه الله ، في النحلة والنملة ، في الشعر والوبر ، في الخلية الواحدة ، في الذرة الواحدة ، في البروتون والالكترون. فكيف لا تتجلى الحكمة في مجمل خلق السموات والأرض؟! أم كيف يخلقهما الله