[١٦] والشبهة الثانية قالوا : كيف يبعث الإنسان بعد أن يصير ترابا وأعضاء ممزّقة؟! لأنّهم يريدون حياة لا مسئولية فيها ، وهذا الاعتقاد يلتقي مع عبادتهم للجن وسائر الشركاء الذين يعبدونهم ليرفعوا عنهم المسؤولية بالشفاعة.
(أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ)
[١٧] ثم يضيفون استهزاء وسخرية :
(أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ)
الذين تلاشوا في التراب؟!
[١٨] فيجيبهم الله على لسان نبيه (ص) إذ يترفّع عن مخاطبتهم تحقيرا لهم وإصغارا ، وهكذا لا نجد في القرآن ولا أيّة واحدة ، تشتمل على خطاب مباشر من الله للمشركين والكفار على صعيد الدنيا :
(قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ)
أي ساجدين مستسلمين للإرادة الإلهية ، حيث تنتهي الحياة الدنيا وحرية الإنسان تباعا لها ، ولا يبقى هناك إلّا العمل والحساب ، حيث تتجلّى المسؤولية التي لا محيص منها تجليّا تامّا.