(وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ)
يعني أضجعه على الأرض ، وفي الخبر «فلما عزم ـ إبراهيم (ع) ـ على الذبح قال الغلام : يا أبت اخمر وجهي (اي استره) ، وشد وثاقي» (١) وكان هدف إسماعيل (ع) من ذلك ان يمضي أبوه في تنفيذ امر الله ، فلا تثنيه عاطفة الابوة لولاح له وجهه.
[١٠٤ ـ ١٠٥] وفي تلك اللحظة جاءه النداء الإلهي :
(وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا)
وتجاوزت الامتحان فكانت العاقبة في صالحه فهو لم يخسر دنياه ، إذ فدى الله ولده بالكبش ، وعمّر آخرته حيث أطاع الله ، وهو عزّ وجل يؤكد بأنّ هذه عاقبة كل المحسنين المطيعين لأوامره سبحانه.
(إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)
الذين يخرجون من قيود الذات والهوى ، والعلاقات السلبية ويتوجهون بكلهم الى ربهم عزّ وجل.
وفي تفسير هذه الآية قال الامام الصادق (ع) :
«ما بدا لله بداء كما بدا له في إسماعيل إذ أمر أباه بذبحه ثم فداه بذبح عظيم» (٢)
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٤٢٣).
(٢) المصدر / ص (٤٢٠).