تشريعيا وواقعيا.
ونستوحي من إعطاء الله السلطة وولاية الأمر لنبيّه داود (ع) بعد استقامته على الحق ، أنه تعالى لا يعطي ولايته الى كل سلطان ، انما للذين يمتلكون ناصية الملك ولا تمتلكهم.
بينات من الآيات :
[١٦] عادة ما يستعجل الكفار عذاب الله ، ويتحدون الأنبياء قائلين : إذا كانت دعوتكم صادقة فاسألوا ربكم أن يصب علينا العذاب. والسياق القرآني في هذه السورة يترك الاجابة على تحدي الكافرين ، ويوجهنا الى دراسة التاريخ ، لأنه تعالى أجرى الحياة وفق سنن حددها واختارها بعلمه وحكمته ، ولن يغير الله سننه كلما تحداها الجاهلون فهو يدير شؤون الخليقة حسب الحكمة لا حسب ردود الفعل تعالى ربنا عن ذلك علوا كبيرا ، بلى قد يغير الله سنة ما في ظروف خاصة لأن ربنا لا يعجزه شيء وأمره فوق السنن والقوانين ، ولكنه مع ذلك يتصرف بعلم وحكمة.
(وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ)
والقط الحظ والنصيب فهؤلاء يسألون الله أن يوافيهم بما يستحقون من العذاب لكي يكتشفوا أنهم فعلا على الباطل. ولكن الله لا يستجيب لهذه الدعوة دائما وذلك لأمور :
الاول : أنه عزّ وجل رحيم بعباده ، فلو قادهم الجهل يوما الى الكفر والتحدي لا يأخذهم بالعذاب ، وذلك أن الإنسان قد يجهل حينما ثم يكتشف خطأه ويعود الى ربه.