الكافية لمقاومة الشيطان.
ثانيا : بمعرفة الله والتقرّب إليه بذكره وتسبيحه والثقة بنصره.
[٥٧] ومن الوسائل الناجحة لمحاربة كبر النفس النظر في عظيم خلق الله وقيامه بذاته ، فهل أنا المتكبر أكبر أم الجبال أم الأرض أم الشمس والقمر؟! وأساسا : من أنا بالقياس الى هذا الخلق العظيم؟!
(لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ)
تعالوا لننظر الى ملكوت السموات والأرض ، لنتعرف على الحجم الحقيقي لأنفسنا ، أنا واحد من خمسة آلاف مليون إنسان يمشون اليوم فوق كوكبنا ، والإنسان واحد من ألوف الأحياء ، والأحياء نوع من عشرات الأجناس غير الحية ، ثم كلّ ما في الأرض لا تحتلّ إلّا مساحة محدودة منها ، ثم إنّي لا أعيش عليها إلّا سنين معدودات ، لو قيست بالملايين من سني عمر الأرض لكانت كلحظة خاطفة.
ثم الأرض هذه تابع صغير للشمس ، فحجمها أقلّ من واحد الى مليون من حجم أمّها ، وهي لا تزال تعيش على مقربة منها كالرضيع لا يبتعد عن أمّه ، ولكن مع ذلك تبلغ المسافة بين كوكبنا والشمس حوالي ثلاثة وتسعين مليون ميل!!
أمّا الشمس فهي من عضوات مجرة تحتوي على نحو من مائة مليون شمس .. ولكن هذه المجرة ليست الوحيدة في هذا الفضاء الأرحب ، بل هي واحدة من عشرات الملايين من المجرّات اكتشفها البشر ، وكلّما اخترعوا أجهزة جديدة اكتشفوا ملايين جديدة من المجرّات ، حتى شاعت بين علماء الفضاء فكرة تقول : إنّ الكون يشهد ولادة مجرات جديدة لا تستطيع أن تلاحقها أجهزتنا المتطورة ..
الله أكبر .. من أنا أمام هذا الحشد من المجرات!