هكذا قال رسولنا الأكرم لزينب العطارة التي زارته في بيته قائلة : إنّما جئتك أسألك عن عظمة الله ، فقال : جلّ جلال الله ، سأحدّثك عن بعض ذلك.
ثم قال : وإنّ هذه الأرض بمن فيها ومن عليها عند التي تحتها كحلقة في فلاة قي (١) ، وهاتان ومن فيهما ومن عليهما عند التي تحتها كحلقة في فلاة قي والثالثة .. حتى انتهى إلى السابعة ، ثم تلا هذه الآية : (خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) (٢)
ومضى الرسول (ص) يبيّن طبقات الأرض وما وراءها ، وأنّ الواحدة منها بالنسبة الى تاليتها كحلقة فلاة واسعة ، الى أن قال عن السماء : «والسماء الدنيا ومن فيها ومن عليها عند التي فوقها كحلقة في فلاة قي ، وهذا وهاتان السماء ان عند الثانية كحلقة في فلاة قي ، وهذه الثالثة ومن فيهن ومن عليهن عند الرابعة كحلقة في فلاة قي ، حتى انتهى إلى السابعة ، وهذه السبع ومن فيهن ومن عليهم عند البحر المكفوف عن أهل الأرض كحلقة في فلاة قي (٣)
ومضى النبي (ص) يبين عظمة خلق الله حيث أنّ بعض خلقه أعظم من بعض كما الحلقة الصغيرة في الصحراء المترامية ، وهو أقرب مثل لاتساع المنظومات الشمسية والمجرّات وما أشبه.
فهل يحق لنا أن نتكبّر على ربّنا الواسع الذي وسع كرسيّه السموات والأرض أو ندّعى مقامه سبحانه؟!
هذا في أفق المكان وامتداده. أمّا عن الزمان وامتداده فنحن لسنا أوّل ما خلق
__________________
(١) القفر من الأرض.
(٢) الطلاق / ١٢.
(٣) التوحيد (للشيخ الصدوق) ص ٢٧٦.